الثورة والحرب : تشكيل العلاقات الإيرانية الخليجية

التفاصيل البيبلوغرافية
العنوان: الثورة والحرب : تشكيل العلاقات الإيرانية الخليجية
الوصف: العلاقات الدولية هى مجموعة العلاقات الإقتصادية والسياسة والأيديولوجية والقانونية والدبلوماسية مابين الدول أو المنظمات الدولية ومابين الطبقات الأساسية والقوى السياسية والإجتماعية والإقتصادية والحركات الشعبية التى تؤثر وموجودة على الساحة الدولية. وهذا ما تتناوله الدراسة، فعند دراسة العلاقات بين إيران ومجلس التعاون لدول الخلج العربية فى الفترة 1979-1989، سنجد أن كل العوامل السابق ذكرها قد ساهمت فى تشكيل بنية العلاقة بين الطرفين. لقد تشكلت لدى إيران سواء فى عهد الشاه محمد رضا بهلوى 1941-1979، أو بعد الثورة الإيرانية 1979 رغبة فى إدارة منطقة الخليج، بحيث تكون هى القائد والموجه للسياسات فى هذه المنطقة، فى نفس الوقت الذى لم تكن دول الخليج تتمتع فيه بالقدرة الكافية على التعامل مع هذه الرغبة الإيرانية، وهو ما يمكن التأكد منه فى السهولة التى سيطرت من خلالها إيران على ثلاث جزر إماراتية (أبوموسى- طنب الكبرى- طنب الصغرى). كما شهد مطلع الثمانينات حدثين غاية فى الاهمية بمنطقة الخليج، أولهما نجاح الثورة الإيرانية فى الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوى 1979، وتولية النظام الثورى الجديد متمثلاً فى شخص أية الله الخمينى إدارة البلاد. وثانيهما تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية 1981 وما ترتب على هذا المجلس من تغييرات فى أدوات وأهداف السياسة الخليجية تجاه إيران. وبدأت مرحلة جديدة بين الطرفين بعد عام 1979، اختلفت فيها أدوات إدارة السياسات. حيث إنتقلت إيران من التعامل إنطلاقاً من رؤية علمانية تعتمد على الماضى العريق للإمبراطورية الفارسية فى التعامل مع مشيخات الخليج الصحراوية، إلى التعامل مع دول مجلس التعاون إنطلاقاً من رؤية إسلامية عموماً ومذهبية خصوصاً. بينما إنتقلت دول مجلس التعاون من مرحلة التردد والضعف فى علاقتها مع إيران إلى مرحلة تتسم بكونها أكثر جرأة نظراً لشعور هذة الدول بالقوة نتيجة إنخراطها فى تكتل واحد، وهو مجلس التعاون لدول الخليج العربية. اعتبر النظام الإيرانى أن ثورته'عالمية'، لا تتوقف أحداثها فى إيران وفقط، بل إعتبر أن ماحدث فى إيران إنما هو نقطة البداية لثورة تطال كل دول العالم الإسلامى. بُناءاً على هذة الرؤية كان من الطبيعى أن تكون دول مجلس التعاون الأقرب جغرافياً لفكرة تصدير الثورة الإيرانية، حيث استخدمت إيران العديد من الأدوات فى محاولة نشر الزخم الثورى فى دول مجلس التعاون عبر العديد من أدوات القوة الناعمة، سواء شيعة الخليج أو الإعلام الموجه، وهى السياسات التى أثرت سلباً على الوضع الأمنى والطائفى لشيعة مجلس التعاون، عندما أعتبرتهم هذه الدول الست أنهم أدوات إيرانية، فسعت إلى تضييق الخناق عليهم والتصدى لأى تحركات تقوم بها المكونات الشيعية خصوصاً فى البحرين والسعودية والكويت، ووضع غالبية شيعة دول مجلس التعاون موضع شك لحين أن يثبت العكس. ساهمت الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988 فى الإنتقال بالعلاقة بين الطرفين إلى حالة أكثر توتراً، عندما طالت نار الحرب دول مجلس التعاون الخليجى. حيث تعمدت إيران معاقبة دول المجلس لتقديمها يد العون للعراق، وكانت أكثر مراحل هذة الحرب سخونة هى ماعرفت بحرب الناقلات، والتى فتحت الباب إلى التدخل الأمريكى فى الخليج جراء إستدعاء دول المجلس عموماً والكويت خصوصاً للحماية الأمريكية من الإعتداءات الإيرانية فيما عُرف بسياسة رفع الأعلام. كما أثرت الحرب سلباً على الحالة الإقتصادية لكل من إيران ودول مجلس التعاون، وكذلك على شكل العلاقة الإقتصادية بينهما، خصوصاً فى ظل كونهما نظامين حديثى العهد، حيث أن كلا الطرفين يعتمد بنسبة كبيرة على النفط فى بنيتهم الإقتصادية، وهى البنية التى تأثرت جراء تهديد ممرات الملاحة فى الخليج والتى تعبر من خلالها ناقلات النفط من وإلى إيران ومجلس التعاون. فى النهاية، أجهدت حالة النزاع هذين الطرفين، وفى ظل رغبة مجلس التعاون لبناء دوله الحديثة، وتحقيق ماحلم به قادة الدول الست عند إتخاذهم قرار تأسيس المجلس، وفى ظل رغبة إيران لإصلاح ماهدمته الحرب، فإن كلا الطرفين قد سعى لبناء نمط جديد من العلاقة يتميز بكونه أكثر مرونة وإتزاناً، خصوصاً بعد رحيل رجل الثورة أية الله الخمينى وتولى الرئيس المعتدل هاشمى رفسنجانى زمام القيادة فى إيران.
المؤلفون: باز، احمد،
نوع المادة: eBook.
تصنيفات: POLITICAL SCIENCE / International Relations / General, POLITICAL SCIENCE / World / General
قاعدة البيانات: eBook Collection (EBSCOhost)